بواسطة : أ. مشعل بن عبدالعزيز السلمي
3:05 م - 2017/02/04 - 1٬867 views
?عندما تعلمك نملة‼️
مهم جدا :
اهدي هذا المقال إلى :
إلى كل من يرى أنه لايمكن أن يكون انسانا عظيما ويحتقر ذاته وقدراته ولاينظر الى ماوهبه الله من إمكانيات ✔
إلى كل من يظن أنه لايمكن أن يخدم وطنه أو مجتمعه إلا من خلال منصب ومكانة ✔
إلى كل من لايملك إلا النقد في أي عمل أو مشكلة يراها ، ولايطرح حلا ولايبدي رأيا✔
إلى كل من لايحسن الظن في الناس ولايلتمس العذر لهم ، ولايرمقهم إلا بعين الشك والريبة ✔
إلى كل أحد يشاهد ويتابع هذا المقال ✔
دعونا نعيش تحت ظلالِ قصَّةٍ عَجيبة، بَطَل المشهدِ نملةٌ صغيرة، لكنَّها كبيرةٌ في مواقِفِها، عظيمةٌ في أخلاقِها، مُبْدِعَةٌ ومبادرة وهي أَشْهرُ نَمْلَة في تاريخ النمْل ..
يقول د.إبراهيم العجلان :
هاهو نبي اللهِ سليمان عليه السلام قد انتشر بين يديه جيشُه العرمرم ، الذي لمْ ولنْ يجتمعَ إلا معَ سليمانَ عليه السلام ، سارَ الجيشُ السليماني بهذا الانتظام ، لا يرى إلا ما هو أمامه، يَسِير وفقَْ تَعليمات قائده ..
وكان المسير يتجه جهةَ وادٍ من النَّمل صغير ، بَيْدَ أنَّ نَمْلةً مِنْ عامَّةِ هذا النمْلِ المثابرِ رَمَقَتْ جيشَ سليمانَ وهو يقتربُ نحوهم، وليس بينهم وبين الهلاكِ إلا بضْعُ لحظات، فبادرتْ وأَنْذرت ، وصاحتْ وحذَّرتْ، وكأننا بها تُنادي بصوتٍ مرْتجِفٍ خائفٍ من مستقبلٍ مظْلمٍ، وَمصيبة مُتحيَّنةٍ، فقالت:
(يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]..
إنه موقف صغير عابر ، لكنَّه مليء بالدلالات والإشارات ..
ومن ذلك :
?النملة والتضحية :
هذه النملة الصغيرة كان لديها رصيدٌ عالٍ من الولاء لقومها ومحبتها لهم ، فهي لم تنشغل بنجاة نفسها، وخلاصها من هذه الكارثة المتحقَّقة، هذا الولاء وتلك المحبة لم تكن مجرد شعور ذاتي قابع في الضمير ، بل ترجمته هذه النملة إلى واقع وعمل كان من نتائجه إنقاذ شعبها من الدمار ..
لقد كان بوسع النملة أن تنجو بنفسها ، ولا تفكر في غيرها، ولكنها أبت إلا أن تضرب درساً رائعاً في المبادرة والتضحية ..
إن كل فرد في هذا الوطن و المجتمع هو رقم صحيح ، ينتظر منه الكثير ، ولايظن لحظة انه صفر ليس له قيمة عالية ، إن كل تضحية وبذل وعطاء هو لبنة قوية في بناء هذا الوطن وهذا المجتمع الكبير ..
?النملة والمبادرة :
هي مبادرة فردية ولكنَّها أحيت أمة من النمل ..
وكم علمتنا التجارب والقصص أن المبادرات الإيجابية هي التي تبقى، ويبقى ذكرها وأثرها ..
وفي قصص القرآن حكاية عن مبادرات فردية كان لها أثرها في الدعوة والإصلاح (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) [يس: 20].
فلا تستقلل أيها القارئ أيَّ جهدٍ ومبادرة ومشروع ، لأنه جهد ذاتي فردي، بل انطلق وابدع وتميز ، وكن معطاء ..
كم هي المشاريع التي يمكن أن تقدمها لأمتك و مجتمعك وقبيلتك وأقاربك ؟
كم هي المبادرات التي يمكن أن تحيي بها معنويا بشرا كثيرا؟
كم هي الأفكار التي تستطيع أن تدخل بها السرور والفرح والأمل لمهموم وحزين ؟
كثيرة جدا ، ولا يمكن ان تحصر في هذا المقال ..
أيها القارئ الكريم :
دع عنك المثبطين والمحبطين والسلبيين ..
دع عنك أهل الحسد والغيرة من أي نجاح أو إنجاز ..
تذكر بيت شوقي :
ولم أر بعد قدرته تعالى
كمقدرة ابن آدم ان أرادا
استعن بالله ، وانطلق ، واعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ? ?
?النملة وإعطاء الحلول :
لم يكن خطاب النملة مجرد خطاب تحذيري لا غير، بل قدَّمت الحلول العملية، والمخارج التطبيقية (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ)
كم تمرُّ بالأمةِ والمجتمعاتِ مخاطرُ وأزمات، وكم هو مؤلم أن يكون الموقف هو التباكي والتشاكي ، أو التلاوم وتصفية الماضي ..
كم هو جميل أن نسمع وقت الأزمة خطاباً ناصحاً تحذيرياً، لكن أجمل من ذلك أن نرى الإيجابية في عدم التثبيط أو الاستسلام للمصاعب والمشكلات ..
نعم للتحذير من كل كارثة تُدَقُّ نواقيسها، ولكن أجمل من ذلك أن يكون هناك مواقف إيجابية، وحلول عملية في مقاومة هذه المخاطر وتخفيفها ..
لاتكن ممن يكتفي بالتنظير أو النقد فقط، بل كن ممن يعطي أفكارا وحلولا عملية ..
?النملة وحسن الظن :
ختمت النملة ندائها بقولها
(وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
أيُّ درسٍ في الأخلاق تبثه هذه النملة، حيث قدَّمت حسن ظنها بسليمان وجنوده، فكم نحن بحاجة أن نتعلم من هذه النملة مبدأ حسن الظن بالآخرين، وفتح مساحات من التفسير الحسن عند أي زلة أو هفوة، دون غوص في ظنون وأوهام تهدم ولا تبني ..
كم نحن بحاجة أن نتربى على التماس الأعذار في أي موقف نظن أنه خطأ ..
وما أجمل تلك الكلمات التي جعلها الله على لسان عمر رضي الله عنه :
” لا تظنَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرَّاً وأنت تجد لها في الخير محملاً ”
وكم في هذا الخلق الجميل من صلاح لباطن العبد ، وطرد لوساوس الشيطان، وحلٍّ لكثير من المشكلات بين الناس والأقارب والجيران ..
النملة تعطينا دورة مجانية في التطوير والتغيير والإيجابية والرقي ، فهل نستفيد ؟
أعجبنى(0)لم يعجبنى(0)