بواسطة : .
9:03 م - 2023/12/31 - 886 views
بقلم ــ عبد الرحمن الحمد
مع الحاجة الملحة لترميم العلاقات الثنائية بين دول المنطقة في الوقت الراهن، تتصاعد الغوغائية الرياضية لدى بعض الجماهير التركية والتي تحركها بعض الأدمغة السياسية “اللاعقلانية” وتدفع بخطواتها نحو الهاوية تحقيقاً لمآرب سياسية أو شخصية وذلك من أجل قرار إلغاء مباراة كأس السوبر التركية بين فريقي غلطة سراي وفنربهتشه التي كان من المزمع إقامتها في مدينة الرياض الجمعة 29 ديسمبر 2023 نتيجةً لعدم التزام الفريقين بنص المادة [4] من القانون الدولي لكرة القدم والمصادر عن الفيفا على ضرورة “ألا تحمل المعدات أي شعارات، أو بيانات، أو صور سياسية، أو دينية أو شخصية”وتنص أيضاً على”عدم كشف اللاعبين عن الملابس التحتية التي تحمل أي شعارات، أو بيانات، أو صور سياسية، أو دينية أو شخصية أو إعلانات غير شعار الشركة المصنعة” وفي حال مخالفة ذلك، تشير ذات المادة إلى أنه “يتم معاقبة اللاعب أو الفريق من قبل منظم المنافسة أو الاتحاد الوطني لكرة القدم أو الفيفا”، وهو ما لم تستوعبه الروح الاعتباطية لدى بعض الشخصيات التركية [الفظّة] والتي اعتادت مخالفة الأنظمة الدولية وكذا قوانين البلد المستضيف.
وما فتئت الحكومة التركية تعزيز علاقاتها مع دول العالم وخاصةً دول المنطقة، إلا ويظهر أحد الحمقى ليكرس الدعوات الجانحة نحو تثبيطها من خلال التصعيد الغير مبرر من قبل بعض الجهات الإعلامية في تركيا علاوة على الهجوم الممنهج من قبل بعض المسؤولين والمشاهير الأتراك على قرار إلغاء المباراة الذي لم يتجاوز عتبة الأنظمة والقوانين بهذا الشأن، الأمر الذي يؤكد بأن تلك الأدمغة [الغير ناضجة] لا تدرك قطعاً خطورة الآثار السلبية المترتبة على اقحام السياسة بالرياضة من تداعٍ لثقاقة المحبة والسلام، وزعزعة جسور التواصل، والعلاقات الودية بين الشعوب، وهذا بلا شك لم ولن تسمح به المملكة على أراضيها، والتي كسبت بجدارة ثقة أصدقائها وأشقائها من الدول في شتى المجالات ولا سيما المجال الرياضي، واضحت بما تتمتع به من بنى تحتية رياضية، ومنشئات فندقية عالمية، وقدرات بشرية مذهلة، وخدمات عامة على أعلى المستويات، وتضاريس متنوعة، والالتزام التام بالمعايير الدولية، والقوانين والأنظمة والأخلاق والقيم الرياضية، ميادين جذبت لها أهم الأحداث والرياضات العالمية، والتي كان أقلها أهمية من وجهة نظري الشخصية كأس السوبر التركي مقارنةً بالأحداث الرياضية العالمية التي استضافتها المملكة مثل كأس السوبر الإسباني والإيطالي وكأس العالم للأندية على سبيل المثال لا الحصر.
لذلك أقول لكل غوغائي حَرَمَ المقيم التركي من الاستمتاع بهذه المباراة؛ التي في حقيقة الأمر لا تعني الجمهور السعودي كثيراً بقدر ما كانت محط اهتمام كبير للجالية التركية المقيمة على الأراضي السعودية، بأن الجهات المعنية في المملكة لن تتساهل مع كائناً من كان وسوف تطبق الأنظمة والقوانين على الجميع بكل حزم وصرامة، في الوقت الذي نشاهد فيه مقاطع فيديو للحوادث المؤلمة التي واجهت الكثير من الخليجيين في تركيا بالسنوات الماضية، والمنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي من عمليات نشل وسرقة وانعكاسات سلبية من الإساءة والعنصرية المتنامية والسلوكيات المقيتة تجاه الخليجيين، والتي تؤكد بأن الالتزام بالسلوكيات الإيجابية ليست موجودة لدى قاموس بعض الأتراك، الذين لم يجدو للأسف الشديد من يردعهم بقوة القانون.
أعجبنى
(5)لم يعجبنى
(0)