بواسطة : .
8:21 ص - 2024/03/03 - 606 views
الوثاق_ عماد الصاعدي
بالرغم من أنها سيدة المُدن بجمال نخليها ، وكثرة مزارعها ، ونقاء أجوائها ، وتنظيم شوراعها ، وهذا ماكانت عليه من سنوات عِدة ، فالسَائرُ في طُرقاتها كان يلاحظ هذا الاهتمام بالغطاء النباتي وتميز المشتل الرئيسي باختلاف أنواعه مزرواعِته وجودة فسائِله.
وأن مَاحدث في الفترة الأخيرة من عدم الاهتمام بالغطاء النباتي عشوائية في التخطيط والتطوير على حساب مشاريع متنوعة للجسور والأرصفة والتي لم تكتمل التنفيذ إلا بعد عدة سنوات ، ويلاحظ السائرُ والمَار فيها تعَثُر بعض مشاريعها بالإضافة إلى غير مطابقتها للمواصفات ، والبعض منها لازال المقاول يُماطل في تسليمه ، وهذه حقائق من واقع تلك المشاريع ، والذي يحزُ في النفس هو عدم الاهتمام بالغطاء النباتي فعلى سبيل المثال طريق النقل الترددي الجديد من السلام بامتداده ، والطريق المتجه إلى مستشفى الملك فهد وغيره من الطرق أُزيلت به المزروعات من النخيل والورود والتي كانت تُعطي جمالية كبيرة وهوية خاصة بعبق هذا النخيل الذي هو أحد أهم ركائز أنسنة المدن.
ولايخفى على الجميع بأن زراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻓﻲ مجتمعنا ذات أهمية ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ مصدراً ﻟﻠﻐﺬاء وﻟﻜﻦ لارتباطه ﺑﻌﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ وﻗﻴﻢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻮارﺛﺘﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﻨﺨﻴﻞ ﻧﻈﺮة ﺗﻘﺪﻳﺮ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ مملكتنا الغالية ﻟﺬا أعتبر ﺷﻌﺎراً له و ﺗﺠﺴﻴﺪاً ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻟﻤﻜﺎنته وﻟﺘﺂلفه ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.
وإن الملاحظ لبعض المَزرُوعات هي بعيدة كل البعد عن الجمالية التي كانت تتميزُ بها مدينتنا فأغلبها مزروعات شوكية لاقيمة لها غير خطورتها وصُفرة ألوانها وعَدامة ظِلالها وقت اشتداد الحرارة.
ويبقى مدخل المدينة في بوابته مُهملاً من شهور وقد أزيلت به المزروعات وأصبح خاوياً على عروشه ، والأمنيات بأن لا نرى هذه الإزالات للنخيل في طريق الهجرة فهو المدخل الوحيد الذي له رؤية جمالية وهو الشاهد على تحسين المشهد الحضاري لمدن صديقة للإنسان وأقرب إلى تحقيق جودة للحياة .
أعجبنى
(0)لم يعجبنى
(0)