بواسطة : .
9:33 م - 2025/09/26 - 381 views
“عزّنا في طبعنا”.. ليس مجرد شعار لليوم الوطني الـ95، بل هو انعكاس صادق لجوهر الهوية السعودية التي تميزنا عن العالم. في طباعنا الأصالة التي لا تُشترى، وفي قيمنا الراسخة عزّةٌ لا تُقاس.
لقد أكّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –رعاه الله– أن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه وبناته، وأن عزّ السعودية الحقيقي يكمن في تمكين شبابها ونسائها وإعطائهم الفرصة لقيادة التغيير. فأصبحنا نشاهد المرأة تقود وتبتكر، والشاب يبدع وينجز، والقطاع غير الربحي بات رافداً أساسياً للتنمية، يسد احتياجات المجتمع، ويعزز قيم العطاء، ويجعل حب الوطن عملاً لا قولاً.وتمكين المرأة لم يعد شعاراً بل ممارسة يومية في سوق العمل والقيادة والمجتمع. والشباب لم يعودوا مجرد مستقبل للوطن، بل هم حاضره وعماد نهضته.
وطبعنا كسعوديين ليس فقط الكرم والشهامة والإيثار، بل هو أيضاً الحفاظ على بيئتنا الغالية، والحفاظ على مقدرات وطننا وممتلكاته العامة بوصفها أمانةً في أعناقنا. فالأرض التي نعيش عليها ونتنفس من هوائها ونستظل بظل نخيلها ونروي صحاريها، ليست ملكاً لجيلٍ واحد، بل هي وديعة الله للأجيال القادمة. لذلك جاءت رؤية المملكة 2030 لتجعل الاستدامة البيئية محوراً أساسياً، ولتؤكد أن حب الوطن يتجسد في حماية بيئته كما يتجسد في صون حدوده.
و أن نُجلّ بيئتنا كما نُجلّ تراثنا. فالبيئة ليست مجرد فرعٍ من التنمية، بل هي قلب الاستدامة وركيزة جودة الحياة. أن حماية الأرض والماء والهواء ليست خياراً، بل جزءاً أصيلاً من طباعنا الوطنية.
و الأهم من ذلك علينا أن نُجِلّ رايتنا الخضراء، التي ترفرف بكلمة التوحيد، فهي ليست مجرد قطعة قماش، بل رمزٌ مقدس لا يُمسّ ولا ينكس ، وشاهدٌ خالد على وحدتنا وإيماننا وعزتنا. إن قدسية العلم تعكس قدسية الوطن، ومن يُدافع عن رايته فهو في الحقيقة يُدافع عن هويته ووجوده.
إن “عزّنا في طبعنا” ليس شعاراً عاطفياً ليومٍ وطني، بل هو تعريفٌ لهوية شعبٍ كامل. نحن نعتز بكرمنا، بوفائنا، بغيرتنا على مقدراتنا، بحرصنا على ممتلكاتنا العامة كما لو كانت بيوتنا، وبعملنا الجماعي من خلال المبادرات الوطنية التي تقودها جمعيات ومنظمات غير ربحية، يشارك فيها المتطوعون والمتطوعات بروح العطاء، ليترجموا حب الوطن إلى أثرٍ مستدام.
وفي هذا اليوم الوطني، نُجدد العهد بأن عزّنا سيبقى في طبعنا: في التمسك بديننا، في الولاء لقيادتنا، في تقديس رايتنا،
في صون بيئتنا.
“عزّنا في طبعنا” هو تعريف لهويتنا السعودية؛ في احترامنا للمقدسات، في حبنا لبيئتنا، وفي حرصنا على أن يكون الوطن لكل الأجيال وطناً عزيزاً آمناً ومزدهراً.
وفي يومنا الوطني الـ95، نقف جميعاً لنعلن أن عزّ السعودية ليس في ثرواتها فقط، بل في طباع أهلها. لنحمي أرضنا وبيئتنا للأجيال القادمة.
دلاليات:
عزنا باقٍ ما بقينا أوفياء لطباعنا، وطباعنا باقية ما دمنا نحمل في قلوبنا حب هذا الوطن، ونرفع في سمائنا رايته الخضراء شامخة لا تنحني.
بقلم: دلال القحطاني – الرئيس التنفيذي لقطاع غير ربحي
مستشارة مهنية في منصة خبراء المسؤولية المجتمعية في الدول العربية
كاتبة مهتمة بالاستدامة البيئية والقطاع غير الربحي والمسؤولية الاجتماعية
أعجبنى
(0)لم يعجبنى
(0)