بواسطة : .
11:51 ص - 2025/10/21 - 322 views
بقلم: الأستاذ عبد الرحمن بن عيد السلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
حثّ رسولنا الكريم ﷺ على الأخلاق فقال:
«إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»
وجعل الله عز وجل أعلى مراتب الجنة لمن حَسُن خُلُقه، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم»
وقال ﷺ:
«ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخُلُق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء»
الأخلاق إرث باقٍ
ومعاملة الناس بالخُلق الحسن إرثٌ جميل يترك أثرًا طيبًا في القلوب، كما يُورَّث العلم، تُورَّث الأخلاق، وتبقى آثارها بعد رحيل صاحبها.
وخصوصًا في تربية الأبناء، فالتعامل معهم بسوء الخلق والعنف يترك في نفوسهم جروحًا لا تُرى لكنها تنمو معهم، فتُضعفهم من الداخل أو تدفعهم إلى القسوة والبطش، فيخرج إلى المجتمع جيلٌ غير متزن؛ إما ضعيفٌ محطم أو قويٌّ ظالم لا يعرف الرحمة.
منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التربية
لقد قدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم للبشرية أعظم نموذجٍ تربوي، جمع بين الرحمة والحزم وبنى أجيالًا رحيمة على المؤمنين، شديدة على الباطل واهله.
1. التربية بالرحمة والمودة
كان ﷺ رَحيمًا مع الأطفال، يُقبّلهم ويلاعبهم، ويقول:
«من لا يَرحم لا يُرحم»
الرحمة ليست ضعفًا، بل أساسًا لبناء شخصية متزنة، شديدة في محل الشدة، ورحيمة في محل الرحمة.
2. التربية بالقدوة
كان ﷺ يُريهم الأخلاق قبل أن يأمر بها، فتعلموا منه الصدق والأمانة دون تلقين. فالابن يرى ما تفعله قبل أن يسمع ما تقوله.
3. التربية بالحوار والتعليم الهادئ
كان يحاورهم بلطف ويغرس فيهم المعاني العظيمة، كما قال لابن عباس رضي الله عنه:
«يا غلام، إني أُعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك…»
4. التربية بالحزم دون قسوة
«يا غلام، سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك.»
هكذا يكون التوجيه التربوي.
5. التربية على الإيمان والعبادة
كان ﷺ يُعوّد الصغار على الصلاة بالتدرج، لا بالإكراه:
«مُروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر.»
الفائدة
إذا كانت التربية متوازنة، لا قسوة فيها ولا تهاون، كانت سببًا في نشأة أبناء صالحين متزنين. أما المبالغة في التأديب أو جمع العقوبات، فليست من هدي النبي ﷺ.
“إن ضُرب فلا يُعاتَب، وإن عُوتِب فلا يُعاقَب، لا تجمعوا عليه عقوبتين في وقتٍ واحد.
وقدوتنا في التربية ليست الآباء والأجداد، بل نبينا محمد ﷺ، فقد كان أحسن الناس خُلُقًا. قال أنس رضي الله عنه:
“خدمتُ النبي ﷺ عشر سنين، فما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلتَه؟
*الخاتمة*
الأخلاق إرثٌ يبني مجتمعًا متزنًا وقدوتنا فيه رسولنا ﷺ الذي بُعث ليُتمّم مكارم الأخلاق. فالأخلاق، الأخلاق يا أمة، الأخلاق
أعجبنى
(13)لم يعجبنى
(0)