بواسطة : .
2:58 م - 2025/10/21 - 305 views
بقلم ـ الدكتورة : جواهر الروقي
تمر الأيام بسرعة، معظمها عادي وروتيني، لا نشعر بها إلا حين تمر. لكن هناك لحظات قليلة، أمسيات جميلة، وليالي تحمل الفرح، تترك أثرًا دائمًا في النفس ، تلك اللحظات هي ما نحفظه، كأنها علامات مضيئة في حياتنا.
أتذكر جدتي، وجدّي، ببساطتهم وروحهم الطيبة ، لم يكونوا بحاجة إلى الكثير ليكونوا سعداء، اكتفوا بما لديهم، ووجدوا الفرح في البساطة ، في ذلك الزمن، لم نركز على الكماليات، بل على الأساسيات، وكانت الحياة أقل تعقيدًا وأكثر دفئًا.
اليوم، نحن نتشكل بالمفاهيم والقيم التي اكتسبناها، والخبرات التي مررنا بها ، هي من تصنع شخصياتنا، ومن تحدد من نحن.
والسعادة؟ ربما ليست فيما نريد الحصول عليه لاحقًا، بل فيما نملك بالفعل، ومدى تقديرنا له، واستمتاعنا به.
الغريب في الحياة، أن السعي المباشر وراء السعادة قد يبعدنا عنها، وأن البحث المستمر عن الحب أو التقدير قد يقلل من قيمتهما ، كل شيء مؤقت: النجاح، المال، الصحة، الحياة نفسها.
لكن هناك حكمة بسيطة، تريح الروح، وتوضح المعنى: ما نملكه الآن، وما نعيشه اليوم، كافٍ لنشعر بالرضا ، كما قال نبينا ﷺ: “من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، كأنما حيزت له الدنيا بحذافيره”.
السعادة ليست هدفًا بعيدًا، بل فن تقدير ما لديك، والتمتع به ، أحيانًا، كل ما نحتاجه هو النظر حولنا، والابتسام لما نملكه بالفعل.
أعجبنى
(0)لم يعجبنى
(0)