بواسطة : .
4:18 م - 2025/11/04 - 174 views
بقلم: د. جواهر الروقي
تساقطت الظروف… وجعلتها نائمة عن الحلم.
قالت لي إحداهن ذات مساءٍ يضجّ بالتعب، إنها كانت ترى حلمها واضحًا كخيط فجرٍ جديد، حتى باغتتها الحياة بتفاصيلها الصغيرة، بين صحوةٍ وغفوةٍ، بين رغبةٍ في الاستمرار وخوفٍ من الفوات ، قالت: “كنتُ أريد فقط أن أُكمل ما بدأت، لكن الأمومة سبقتني بخطوة”.
وفي الجهة الأخرى من المقعد، كانت تحدّثني امرأة أخرى بصوتٍ يشبه الريح بعد العاصفة، حققت ما أرادت، لكنها فقدت شيئًا لا يُعوّض ، قالت: “أخذتُ الحلم، وخسرتُ الحضن”.
بين الاثنتين، تترنّح المعاني ، واحدةٌ تصحو على بكاء طفلٍ يتشبث بحلمٍ مؤجل، وأخرى تصحو على صمتٍ ثقيل، بلا بكاء ولا انتظار ، الأقدار لا تخطئ، لكنها أحيانًا تمزح معنا قليلًا، فتمنحنا النصف الذي لا نحتاجه أولًا.
قيل إن الطموح لا يشيخ، لكنّي رأيت أحلامًا تجلس على عتبات الانتظار، تُرضع طفلًا أو تُطعم وحشة ، ورأيت قلوبًا ما زالت تنبض بشغفٍ قديم، وإن انطفأ حولها الضوء.
هل يفقد الحلم قيمته حين يتأخر؟
وهل يفقد القلب قدرته على الخفقان ما دام في العمر بقية؟
ربما كل ما يحدث ليس سوى ترتيبٍ خفيّ للحياة، فالبعض ينام عن الحلم كي يستيقظ على نعمةٍ أكبر، والبعض يستيقظ مبكرًا جدًا، فيكتشف أن الوصول لا يُشبه الطريق إليه.
تساقطت الظروف، نعم، لكنها لم تقتل الحلم… جعلته فقط يتنفس ببطءٍ أكثر، كطفلٍ يتعلم النهوض بعد أول سقوط
أعجبنى
(4)لم يعجبنى
(1)