بواسطة : .
9:08 م - 2025/11/15 - 159 views
في الطريق الطويل الذي نسميه حياة، لا أحد يخرج منه بلا ندوب، ولا أحد ينجو من العثرات ، قد نظن أننا حفظنا المنهج، وفهمنا الدرس، وأتقنّا الحكمة… لكن الحياة تفاجئنا دائمًا بدروس جديدة، كأنها تقول لنا: ما دمتَ حيًّا فسيبقى التعلم حليفك حتى الممات.
هناك من فقد غاليًا وبكى حتى تورمت عيناه، يتمنى لو عاد الزمن خطوة واحدة ليقول كلمة اعتذار أو امتنان ، وهناك من تعثر في اختبار مصيري، اختبار كان بوابته لفرصة مهنية ينتظرها منذ سنوات، فشعر أن الإحباط يجرّه من يده إلى قاع لا يرى فيه الضوء ، وثالث ظن أن قلبًا ما سيكون ملاذه وأمانه، ثم اكتشف أن الثقة قد تخونه أحيانًا، وأن الألم قد يأتي ممن ظنناهم سندًا لا يسقط.
هذه التفاصيل ليست مجرد أحداث… إنها رسائل ، رسائل تخبرنا أن الدنيا مدرسة، وأن الدرس لا ينتهي حتى تنتهي الروح ، لكن الجميل… أن هذا المنهج الإلهي لم يُترك بلا معلم ، لقد أرسل الله لنا سيد الخلق، محمدًا صلى الله عليه وسلم، ليرسم لنا الطريق وسط هذه الدروس القاسية.
كان هو الذي فقد الأحبة، وتعرض للخذلان، وأوذي في كرامته وجسده، وواجه أيامًا ثقيلة وأخرى خفيفة—ومع ذلك علّمنا كيف ننهض، وكيف نُرمّم قلوبنا، وكيف نؤمن بأن كل قدر يحمل حكمة.
علّمنا أن الاعتذار لا يُنقص من قدرنا، وأن الخطأ ليس نهاية الطريق، وأن الثقة تُمنح لله أولًا ثم تُعطى للعباد بقدر.
علّمنا أن الحزن ليس ضعفًا، بل بابًا للرحمة ، وأن البلاء ليس عقوبة، بل رفعٌ للدرجات ، وأن التعثر ليس سقوطًا، بل خطوة ضرورية لنفهم أين نقف، وإلى أين نتجه ، لقد قال صلى الله عليه وسلم:
“عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير”
وكأن هذا الحديث المفتاح الوحيد الذي يفتح كل أقفال الحياة.
فمهما تعثّرنا، ومهما خذلتنا الأيام، يبقى اليقين أن الله يكتب لنا الخير بطريقة لا نفهمها الآن، لكن سنفهمها يومًا ما—يوم ندرك أن كل دمعة كانت درسًا، وكل سقوط كان بداية ثبات.
دروس الحياة لن تتوقف…
لكن الجميل أننا لسنا وحدنا في هذا الطريق ، لدينا منهج، ولدينا نبي، ولدينا يقين بأن كل ما يمر بنا ليس عبثًا، بل تشكيل دقيق لقلوبنا حتى نلقى الله بقلبٍ أقوى، وأصفى، وأعمق فهمًا.
أعجبنى
(1)لم يعجبنى
(1)