بواسطة : .
12:47 م - 2025/12/06 - 13 views
شهدت صحراء تانامي النائية في الإقليم الشمالي بأستراليا ظاهرة جوية غير مسبوقة، حيث اجتاحت المنطقة عاصفة ترابية عملاقة حولت الأفق إلى لون نحاسي داكن. وقد وثّق عمال أحد مواقع التعدين هذا المشهد الاستثنائي، إذ وجدوا أنفسهم يواجهون جداراً هائلاً من الغبار يتقدم نحوهم بإيقاع مقلق.
أفاد لاكلان مارشانت، وهو أحد عمال المنجم، بأنه كان من بين العشرات الذين تابعوا زحف هذه السحابة الضخمة عبر الصحراء. وأوضح مارشانت أن العاصفة الترابية الأولى دفعتهم للاحتماء، لكنهم فوجئوا في اليوم التالي بظهور عاصفة ثانية تفوق الأولى حجماً بكثير، واصفاً إياها بأنها “أكبر بعشر مرات مما رأيناه في اليوم السابق”.
وبحلول الساعة الرابعة عصراً، كانت سحابة الغبار قد غطت الأفق بالكامل على امتداد مسافة تقارب الألف كيلومتر جنوب مدينة داروين. ظهرت طبقات من الغبار بلون البرونز ترتفع فوق الغيوم الفضية قبل أن تُغرق موقع المخيم بطبقة كثيفة من الجزيئات الدقيقة. وأشار مارشانت إلى الأثر الجسدي للعاصفة، حيث شعر بثقل في أسنانه وحرقة في عينيه جراء كثافة الغبار.
ترافق وصول العاصفة مع أصوات قوية للرعد والبرق، مما دفع العمال للاحتماء داخل المباني. وفي وقت لاحق، هطلت أمطار موحلة تركت طبقة من الطين على الآليات والمعدات. ومازح مارشانت بالقول إن محطات غسيل السيارات عملت بكامل طاقتها بعد تلك الحادثة.
من جانبه، أوضح خبير التربة الدكتور جون غرانت، المحاضر في جامعة ساوثرن كروس، أن هذا النوع من العواصف ينتج عادةً عن أنظمة ضغط جوي قوية تنجح في رفع التربة الجافة لمسافات شاسعة. وأكد أن المناطق النائية في أستراليا تُعد بيئة مثالية لمثل هذه الظواهر بسبب الجفاف المزمن ونقص الأمطار.
ووفقاً لتقارير إعلامية غربية، شهدت المنطقة انخفاضاً حاداً في درجة الحرارة خلال مرور العاصفة، حيث هبطت من حوالي $40^\circ\text{م}$ إلى أقل من $30^\circ\text{م}$ في غضون فترة وجيزة، ما يدل على دخول جبهة هوائية باردة أدت إلى إثارة كميات هائلة من الغبار. وبينما تمكن العمال من تأمين أنفسهم، تسببت العاصفة بارتفاع في حالات الربو التي وصلت للمستشفيات، وحذر الخبراء من آثار بيئية طويلة الأمد تتمثل في تجريد التربة من مغذياتها الأساسية.
تعتبر هذه الحادثة بارزة في السجلات المناخية، إذ نادراً ما يصل الغبار إلى الساحل الشرقي لأستراليا. ولم يشهد سكان سيدني وبريسبان سماءً حمراء كثيفة بهذا الشكل منذ عام 2009، مما يضع عاصفة تانامي ضمن أقوى العواصف الترابية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
أعجبنى
(0)لم يعجبنى
(0)