بواسطة : .
3:23 ص - 2025/07/24 - 645 views
في حراك بيئي غير مسبوق، أطلقت جمعية أصدقاء البيئة بالشراكة مع بلدية محافظة القطيف وبالتعاون من وزارة البيئة والمياه والزراعة وحرس الحدود وعدة جهات حكومية وخاصة وغير ربحية والمجتمع المحلي ، مبادرة توعوية وتنظيفية نوعية حملت عنوان “صيدي ما يلوث” وذلك ضمن برنامج الجمعية المستدام “معًا لشواطئ مستدامة”، استمرت على مدى يومي الاربعاء والخميس 16 و 17 يوليو 2025م في مرفأ دارين بمحافظة القطيف وسط مشاركة مجتمعية واسعة شملت 150 متطوعًا ومتطوعة، و15 جهة حكومية ومجتمعية،
جاءت المبادرة بهدف تنظيف الشواطئ من الملوثات البحرية ، ورفع الوعي البيئي بمخاطر التلوث البلاستيكي وممارسات الصيد الخاطئة، من خلال تنفيذ لقاءات ميدانية مباشرة مع الصيادين بلغاتهم الأصلية سواء العربية، الإنجليزية، الأردية، الى جانب محتوى توعوي رقمي.يعزز الرسائل البيئية ويصل آلى أكبر شريحة ممكنة.
وتمكن تمكن المشاركون من جمع وفرز 1.120 طنًا من النفايات الساحلية، تنوعت ما بين مايقارب من النصف من المخلفات البلاستيكية بنسبة 46%)،ومخلفات من الخشب ومخلفات الشباك اضافة الى نفايات عامة متنوعة تراكمت بفعل السلوكيات الخاطئة للصيادين .وقد كشفت الحمله حجم التدهور البيئي في الموقع
مشاهد مؤلمة شملت طيورا بحرية نافقة وشباك صيد ممزقة وصناديق بلاستيكية متهالكة وزيوتاً لمحركات قوارب الصيد ، واخشاباًمتناثرة على طول الشاطئ مما دفع الأستاذة دلال القحطاني – الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البيئة الى وصف المشهد بأنه “كارثة بيئية صادمة”،
مشيرة الى أن ما تم جمعه يمثل فقط “قمة جبل الجليد”، وهو ما لفضه البحر في موجة المد والجزر بينما يبقى الجزء الاعظم في اعماق البحر مما يضر بالانظمة البحرية والتنوع الاحيائي
واكدت القحطاني في تصريحها ان هذا الواقع يتطلب تحركاً عاجلاً وحازماً داعية إلى اتخاذ إجراءات بيئية صارمة من خلال سن غرامات واضحة على الممارسات السلبية، وتفعيل الحوافز للصيادين الملتزمين، وتكثيف برامج التوعية بلغاتهم بلغاتهم الاصلية لضمان وصول الرسالة بالشكل الامثل .
وشهدت المبادرة مشاركة وحضوراً لافتاً من عدد الجهات المتعاونة من بينها بعض المراكز البيئية الوطنيه وادارة الثروة السمكية وميناء الملك عبدالعزيز والهلال الاحمر وجمعيات الصيادين والناشطين البيئية الى جانب مبادرة قطاع لنقل النفايات .كما ساهمت شبكة القطيف الصحية ممثلة بمستشفى القطيف المركزي، في اجراء فحوصات صحية للمتطوعين قبل وبعد الحملة، وتقديم إرشادات حول الإنهاك الحراري والإسعافات الأولية، في مشهد يعكس التكامل المجتمعي والمؤسسي والصحي نحو بيئة آمنة.
ونظرًا لطبيعة الشاطىء الطينية والمشبعة بالزيوت والتي أعاقت دخول الغواصين إلى البحر ، فقد اقتصرت المرحلة الأولى من المبادرة في مرفأ دارين، على أن تُستكمل لاحقًا في مرفأ القطيف عند تحسن الأحوال الجوية، لضمان سلامة المشاركين وتعظيم الأثر البيئي.
وقد اسفرت المبادرة بعدد من توصيات التي تتضمن ضرورة توفير نقاط تجميع ذكية وآمنة لمخلفات الصيد داخل المرافئ. والعمل على ربط تجديد تراخيص الصيادين بالامتثال للسلوك البيئي السليم الى جانب تنفيذ برامج تدريبية بيئية للصيادين بلغاتهم الأم
وتوسيع المبادرة لتشمل شواطئ اخرى في المنطقة الشرقية بالتزامن مع إطلاق حملات إعلامية مرئية ودرامية تسلط الضوء مخاطر التلوث البحري.وتدعم الوعي العام.
وفي ختام حديثها شددت الأستاذة دلال القحطاني على ان سواحلنا تستحق أن تُحمى.. لأجلنا ولأجل أجيالنا القادمة. وأن صون البيئة مسؤولية تبدأ بالوعي وتنتهي بالفعل.
أعجبنى
(0)لم يعجبنى
(0)