بواسطة : أ. مشعل بن عبدالعزيز السلمي
9:45 ص - 2017/01/02 - 1٬831 views
?النضر بن الحارث
في القرن الحادي والعشرين !!
من هو النضر بن الحارث ؟
وبماذا اشتهر لنذكره في هذا المقال ؟
وماعلاقة النضر بن الحارث بالإعلام ؟
لما صدع النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة، واجهته قريش بكافة انواع العداوة، فمرة بالتكذيب، وتارة بالسباب والشتم، واخرى بالاذى والتنّكيل، كان من احدى وسائل قريش الخبيثة في مجابهة دعوة الاسلام، هو ما فعله النضر بن الحارث، حيث سافر الى الحيرة والشام، فتعلم قصصاً شعبية كانوا يحكونها عن ملوكهم وامرائهم مثل: رستم واسفنديار، فلما رجع، بدأ يعقد النوادي والمجالس ليحدث الناس بتلك القصص، حتى يصرفهم عن الاستماع للنبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان يفعل في كل مجلس يجلسه النبي ليعلم الناس الاسلام، وكان يقول: (بم محمد احسن حديثا مني، هو يحدث بأساطير وانا احدث بأساطير)
فنزلت فيه كل اية ذُكر فيها الاساطير: ( وقالوا اساطير الأولين اكتتبها…)، ( اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين)
?النضر بن الحارث في القرن الحادي والعشرين !!
يقول صديقي عبدالرحمن العصيمي :
اغواء البشر والسعي في إضلالهم لم يكن جديدا على ساحة الدعوة حينما نهض بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت مع مهبط ادم للارض، وذلك في الحوار الذي دار بين الله تعالى وابليس ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين …)
فكانت المهمة لهذا العدو اللدود منذ فجر الانسانية، هي اغواء اهل الحق، وتزيين الباطل، وزرع الحشائش الضارة في العقول حتى تتجذّر في النفوس، ويصبح القلب كما وصفه الهدي النبوي في حديث الفتن:(…كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه).
?النضر بن الحارث في القرن الحادي والعشرين !!
لا تتعجب وانت تقرأ قصة النضر بن الحارث، مما تبثه القنوات الممقوتة التي تتبنى نشر الفاحشة والرذيلة في زمننا ، من هدم للقيم، واثارة الغرائز، وإلهاء الناس عن العبادة، ودس السم في العسل، فكلا الفعلين في الصد عن الحق يخرجان من مشكاة واحدة ، الا وهي مشكاة غاية ابليس:( إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
?النضر بن الحارث في القرن الحادي والعشرين !!
التنوع المنظّم في البرامج والمسلسلات والمسابقات ، وعرض بضاعة مزجاة للمشاهد طوال العام وتحديدا في شهر رمضان ، يدل على ان نظرية النضر بن الحارث ما زالت مستمرة الى زمننا هذا، بطريقة مغايرة ووسيلة اقوى في التأثير والتزويغ عن الحق، فعروض
( اللحم الرخيص)
و الرومانسية ( الكاذبة) والتغنج المصطنع عمداً لاثارة كوامن الغرائز ، يُحشد لها الاموال والعمل الدؤوب طيلة اشهر السنة ، والهدف (اشغال المسلم في موسم الرحمات، حتى تنتهي) وذلك هو الخسران المبين ..
??النضر بن الحارث في القرن الحادي والعشرين !!
اشغال ادوات العلم والادراك والخشوع عند الانسان – ( السمع – البصر- الفؤاد)- هو ديدن تلك القنوات، فالبصر والسمع نافذتان للقلب بما يحملناه من خير او شر (إن السمع والبصر والفؤاد كُلُّ اولئِك كان عنه مسئولا)، وحينما تُشغْل قواعد بناء القلوب في اللهو والاثارة، تُفقد لذة العبادة، ويُحرم العبد فضيلة الخشوع، وتمضي مواسم الخير دون استزادة القرب من الله ، وحينها ينال المفرّط جزاء التفريط ..
??النضر بن الحارث في القرن الحادي والعشرين !!
مات النضر بن الحارث وآلت اساطيره الى التراب، وبقيت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تروج وتصل للافاق ، وسينتهي من يحاكي اساطير النضر في عصرنا ..
ولنعلم يقينا :
( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض … ) ..
أيها القارئ الكريم :
في زمن الإعلام المفتوح
لنلزم سنّة نبينا ،
ولنملأ وقت فراغنا بالطاعات
، ولنجاهد أنفسنا ،
ولنكثر تلاوة القران ،
فمع الاكثار منه ستزول عن قلوبنا تراكمات الحجارة وسيلامس الخشوع رقة القلب، ولنعقد العزم على التوبة من كل ذنب تكرر منا
ولا نيأس من مجابهة عدونا، فإن الله وصفه لنا: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) ..
نعم
سيبعث النضر بن الحارث واتباعه في كل العصور يوم القيامة
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )
?إن الحديث عن الإعلام حديث يطول ، وذكرت في هذا المقال ماهي العلاقة بين الإعلام (المكي القرشي) حينها الذي كان يريد صد الناس عن دين الله وبين مايظهر في إعلام مؤثر في واقعنا يهدم القيم ، ويدمر المبادئ ، ويحارب الفضيلة ، ويعادي الدين ..
وأن النضر بن الحارث كان أنموذجا لتشويه صورة الإسلام من الناحية
( الإعلامية ) في زمانهم من خلال الوسائل المتوفرة حينها
*إن الإعلام المحافظ الذي ينشر القيم والمبادئ ، ويسعى في نشر الخير والهدى ضرورة لابد منها ..
فياترى :
كم ممن يتبنى منهج النضر بن الحارث في زماننا ؟؟؟
ولكن ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره … )
أعجبنى(0)لم يعجبنى(0)