بواسطة : .
11:11 ص - 2024/07/18 - 495 views
الوثاق ـ بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
لقد شهدت المملكة العربية السعودية أحداثًا إرهابية دامية مؤلمة على ممر السنوات بعد ماظهرت قطاع الطرق ، هدرة دماء الابرياء ، أعداء الإنسانية ، فكانت المملكة العربية السعودية هي في مقدمة الدول المتضررة من ظاهرة الإرهاب ، وذلك بتشويهها لصورة الإسلام وعظمة الإسلام والذي تتخذه المملكة العربية السعودية منهجًا لرسم سياستها العادلة المنبثقة من الكتاب والسنة ، لذا تواجه المملكة اليوم سلسلة من الاعتداءات الإرهابية على أراضيها المقدسة سواء كانت من تنظيم القاعدة أومن داعش أو النظام الصفوي الإيراني .
والعمليات الإرهابية المستهدفة للمملكة العربية السعودية ماكانت قد حققت أهدافها وتم إحباطها من قبل الأجهزة الأمنية السعودية بعيونها الساهرة على أمن وسلامة المواطن والمقيم والزائر.
إن العالم يواجه تنظيمات إرهابية كثيرة تهدد أمن وسلامة العالم ، ولكن هناك تنظيمات ثلاث أشد خطرًا وهي :
١ – تنظيم القاعدة والذي تم تشكيله ١٩٩٥م بعد حرب أفغانستان على يد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري .
٢-تنظيم داعش أو ما تسمى بالدولة الإسلامية ، بزعامة البغدادي عام ٢٠١٤م الذي ظهر في جامع الموصل بالعراق زاعماً أنه خليفة للمسلمين .
٣- التنظيم الثالث يتشكل في النظام الصفوي المجوسي الدموي الدموي والذي ظهرت وقويت شوكته بعد القيام بالثورة الإيرانية المجوسية على يد الخميني عام ١٩٧٩م والتي من أهدافها وبنودها تصدير الثورة إلى العالم لاتباع وتنفيذ وصايا وأوامر الصنم الأكبر الولي الفقيه .
فالمملكة العربية السعودية لقيت اعتداءات اسْتُشْهِد بسببها المئات ، وجُرِح منها الآلاف جراء هذه التنظيمات المتطرفة الإرهابية في جميع القطاعات وعلى جميع الأصعدة ، لعل المقام يدعونا إلى أن نذكر بعضًا منها ليتبين لنا مدى جرائم الإرهابيين وانتهاكاتهم للكرامة الإنسانية ، وأنهم لاضمير لهم ، وأنهم قساة للقلوب .
ومن أبشع الجرائم الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية في أواخر القرن الماضي حادثة تفجير أبراج ( الخبر ) في ٢٩ يونيو ١٩٩٦م بالقرب من مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية.
والإرهابي الذي قام بالتفجير سعودي من أعضاء حزب الشطان اللبناني ، وذلك بشاحنة صهريج تحتوي على متفجرات بلاستيكية في ساحة وقوف السيارات لأبراج الخبر .
وأبراج الخبر كانت تستخدم لقوات التحالف المكلفة بعملية المراقبة الجنوبية .
وبلغ عدد الضحايا جراء الحادثة الإرهابية ١٩ من أفراد القوات الجوية الأمريكية ومدني سعودي ، وأصيب ٤٩٨ من جنسيات مختلفة .
لقد كشف المقدم في وزارة الداخلية السعودية خالد الزهراني أن المملكة العربية السعودية تعرضت الى ٣٣٥ عملية إرهابية منذ العام ١٩٧٩م ، وتمكنت الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب من إحباط ٢٢٩ عملية ، وأضاف قائلًا ( أن عدد الضحايا من الأجانب لهذه العمليات ١٥٩ ، وأصيب ١٠٤٧ فيما بلغ عدد الضحايا من المواطنين ٣٣٨ والمصابين ١٢٨٨).
انظر إلى جريدة الشرق الأوسط العدد رقم ١٤٠٤٥ بتاريخ ١٢ من مايو ٢٠١٧م .
فالمتأمل لقراءة الأرقام السابقة من الضحايا والمصابين شملتهم العمليات الإرهابية دون تفرقة مقيم ومواطن وزائر ومسلم وغيره ، كلهم في منظور واحد أمامها ، والمجال ليس مجالا لذكر تفاصيل العمليات ، ولكن ينبغي أن لاننسى حادثتين إرهابيتين اهتز العالم بهما على أرض الحرمين الشريفين ، أعظم بقعة في الأرض ، تشد إليها الرحال للمدينتين العظيمتين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، الأولى منها بينما كان المسلمون في شهر رمضان يتوجهون إلى الله بصيامهم في ٢٩ من شهر رمضان المبارك ١٤٣٧هـ فإذا بإرهابي معتد أثيم ينتهك قدسية المسجد النبوي الشريف والذي يضم روضة من رياض الجنة قبل صلاة المغرب يفجر نفسه بحزام ناسف أمام المسجد مما أدى إلى استشهاد ٤ من رجال الأمن .
والحادثة الثانية أمام الحرم المكي الشريف في آخر جمعة من رمضان المبارك في ليلة ٢٩ لعام ١٤٣٨هـ أرادت الفئة الضالة المضلة زعزعة أمن وقدسية بيت الله الحرام باستهداف المعتمرين والمشاركين في ختم القرآن الكريم ، ولكن بفضل الله ثم بجهود الأجهزة الأمنية والتي تقوم بتنفيذ أوامر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين-حفظهما الله – لحماية الطائفين والعاكفين والركع السجود قامت للتصدي للعملية دون الوصول إلى بيت الله الحرام ، فأسفرت عن موت الإرهابي بتفجير نفسه من خلال المداهمة والملاحقة.
إذًا المملكة العربية السعودية لم تسلم من ويلات الإرهاب ، بل هي في مقدمة من ذاقت أمًا الإرهاب لحمايتها بالحرمين الشريفين واللذين لايكن لهما الإرهاب تقديرًا واحترامًا ، كما يظهر ذلك في الحادثتين السابقتين
وبعد هذه الأحداث الدامية استطاع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- أن ينظر إلى محاربة التطرف والإرهاب نظرة شاملة تستأصل الجذور ليعيش الإنسان تحت الكرامة الإنسانية التي منحها المولى له.
وقام سموه الكريم بتوجيه الدعوة إلى التحالف الإسلامي العالمي لمحاربة الإرهاب والتطرف فلبت الدول الإسلامية تلك الدعوة المباركة للوقوف جنباً إلى جنب عسكرياً لمطاردة اعداء الإنسانية وسفكة الدماء.
ولم يكتف الأمر بالأمنية فحسب بل رأى أن الحرب لابد أن يكون فكرياً ، فأنشأ سموه الكريم مركز الحرب الفكرية بالرياض 2017م وهو مركز عالمي يتبع وزارة الدفاع السعودية ، ويختص بمواجهة جذور التطرف والإرهاب ، وترسيخ مفاهيم الدين الإسلامي التي تقوم على الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش ،وسموه الكريم يرأس مجلس أمنائه حفظه الله.
ولما نادى سموه الكريم برؤية 2030م جعل السبب الرئيسي للنجاح تثبيت الأمن والاستقرار من خلال الفكر السليم الذي يحترم المجتمع دون النظر إلى لون أو انتماء.
وكما أن دور معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والأرشاد الدكتور الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ- حفظه الله- في محاربة الإرهاب والتطرف ودعم الوسطية والاعتدال يظهر بجلاء من وقت مبكر خلال ترؤسه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن يصبح وزيراً للشؤون الإسلامية.
قام بإصلاحات واسعة على مستوى المملكة العربية السعودية بجولاته في متابعة أعمال أفرع الوزارة في مناطق المملكة إضافة إلى خارج المملكة بتقريب الوزارة إلى نظيراتها بزيارات رسمية مباشرة مع توقيع مذكرات تفاهم لأجل العمل الإسلامي المشترك القائم على احترام الإنسانية التي جاءت الأديان لاحترامها لاسيما الدين الإسلامي الحنيف.
بقلم الشيخ :
نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا
أعجبنى(0)لم يعجبنى(0)