بواسطة : صحيفة الوثاق
4:49 م - 2024/12/04 - 545 views
في الوقت الذي يشهد فيه مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، حفلًا تذكاريًّا، احتفاءً باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة؛ تنطلق في مناطق المملكة احتفالاتٌ مماثلة، تعزز فرص تمكين هذه الفئة داخل المجتمع السعودي، ليس فقط باعتبارها واجبًا إنسانيًّا تلتزم به المملكة وتحافظ عليه؛ بل لأنه استثمار مربح، عبر إعادة توظيف إمكانات ذوي الإعاقة، لتشكيل مستقبل مشرق لهم، وتحقيق أحلامهم، ودفعهم للمساهمة الفاعلة في رفعة وطنهم.
ولطالما نظرت المملكة إلى اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، على أنه مناسبة عالمية مهمة، تستهدف منه -محليًّا- التأكيدَ، على أن هذه الفئة لديها من الإمكانات والقدرات ما يمكّنها من تحقيق إنجازات على أرض الواقع، إذا ما تم دمجهم في المجتمع بطريقة علمية صحيحة، وتتصدر المشهدَ وزارةُ الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، التي لم يكن غريبًا عليها أن تنظر إلى هذا اليوم؛ على أن يكون دعوة جادة للمجتمع، للعمل سويًّا من أجل تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتأمين الدعم اللازم لهم.
وإذا كانت الوزارة خلال عقود ماضية، تكثف من جهودها وبرامجها، من أجل تقديم خدمات جديدة للأشخاص من ذوي الإعاقة، تعينهم على التعايش مع الحياة؛ إلا أن الوزارة في ظل رؤية السعودية 2030 حرصت على أن ترتقي أكثر بخدماتها لهذه الفئة، لتكون نوعية وشاملة، من خلال حزمة مبادرات مبتكرة، تلبي الاحتياجات الفعلية لهذه الفئة، وتبادر بتأمينها، بأفضل صورة ممكنة؛ وهو ما يعزز مكانة الرؤية التي وعدت بتحقيق الشمولية والعدالة بين أفراد المجتمع.
ويُحسَب لوزارة “الموارد البشرية” أنها أوْلت اهتمامًا استثنائيًّا بفئة ذوي الإعاقة المسجلين لديها، باستخدام آليات متنوعة، وأعلنت بعبارة واضحة أن هدفها الأساسي، هو ضمان تقديم خدمات رعاية وحماية اجتماعية فعالة وشاملة؛ وهو ما أثمر اليوم عن تأمين عشرات الخدمات للفئة المستهدفة، تعمل على تحسين جودة الحياة لديهم، وتعزيز استقلاليتهم؛ حيث حرصت الوزارة على أن تكون خدماتها لأفراد هذه الفئة إلكترونية، تنجَز خلال ثوانٍ، أسوة بالأفراد الأسوياء.. هذه الخدمات كثيرة، ليس أولها خدمة الإعفاء من رسوم التأشيرات، وخدمة بطاقة تخفيض الإركاب، وخدمة بطاقة التسهيلات المرورية.. وليس آخرها خدمة بطاقة التوحد، وخدمة الالتحاق بمراكز الرعاية النهارية، وخدمة الحصول على مكافأة الطلبة الجامعيين.
ولم تكتفِ الوزارة بتأمين الخدمات على موقعها الإلكتروني فحسب؛ وإنما أتبعت ذلك بحملة اتصالية، تستهدف توعية ذوي الإعاقة في المدن السعودية، بهذا الكم من الخدمات، وكيفية الوصول إليها، واستخدامها بأسهل الطرق.. ونجحت الحملة في تحقيق أهدافها، بعدما ركزت على التوعية بالخدمات، ودعمتها بقياس رضا المستفيدين منها.
ويقيني أن هذه الخدمات، بهذه الوتيرة النموذجية في عموم المملكة، مستمرة ومتواصلة، منطلقة من تعاليم ديننا الإسلامي، والحس الإنساني الذي يتمتع به المجتمع السعودي.
أعجبنى(0)لم يعجبنى(0)