بواسطة : Aaron Salaam
6:49 م - 2016/03/22 - 408 views
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد كرم الله تعالى آدم ، فخلقه بيده وأسجد له ملائكته تكربماً وتشريفاً ، وكرم بني آدم فسخر لهم المخلوقات وحملهم في البر والبحر ورزقهم من الطيبات
( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) سورة الأعراف آية ٧٠ .
ووهب سبحانه وتعالى للإنسان قدرات ليست لغيره فأعطاه نعمة العقل والتفكير وجعلها مناط التكليف بالأوامر والنواهي ، وشرع له ما يصلح حياته الدنيا والآخرة من الشرائع والأنظمة .
وتحمل الإنسان – بما وهبه الله – مهمة عظيمة لم تتحملها السموات ولا الأرض ولا الجبال
( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان طلوماً جهولا ) الأحزاب آية ٧٢ .
ثم إنه تعالى لم يترك هذا الإنسان هملاً يستخدم عقله وتفكيره بدون مرشد أو موجه ؛ فأنزل عليه الوحي يرشده إلى الطريق الصحيح والصراط المستقيم .
ووضع سبحانه وتعالى للإنسان غاية لوجوده ، وهدفاً يسعى لتحقيقه بما وهبه الله من عقل وإدراكً ،
وجعل هذه الغاية هي عبادته وحده والتوجه إليه
وأعمار الأرض التي أسكنه إياها بما يحب ويرضى .
ومن أجل ذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب ووعد بالثواب وتوعد بالعقاب .
هذه حقائق ومنطلقات يجب أن تكون حاضرة في الوعي ونحن نتحدث عن القيم وأثرها في صياغة الشخصية المعاصرة .
إن المتامل في حياة الإنسان – المعاصر – وأحوال بعض المجتمعات يرى أن هناك تأثيراً خفياً يحاول إبعاد الإنسان عن هذه المنطلقات والحقائق وإشغاله بأمور هو لم يخلق من أجلها .
وما مظاهر ضياع الأوقات والتفريط في المهمات والانحرافات الأخلاقية التي نلاحظها في مجتمعنا
إلا بعض هذه المؤشرات التي تدلل على ذلك .
الحديث عن القيم هو حديث عن المعايير والمعاني التي ينبغي أن يعيش بها المسلم في هذا العصر
والتي تساهم في مساعدته لتحقيق ما خلق من أجله .
والنهوض بذاته وأسرته وقبيلته ومجتمعه إلى الرقي والتقدم في كافة مناحي الحياة .
سيتبع هذا المقال – إن شاء الله – عدد من المقالات التي تسلط الضوء على القيم من حيث المفهوم والخصائص والآثار .
أدعو الله تعالى للجميع بالتوفيق ،،.
أعجبنى(0)لم يعجبنى(0)